کد مطلب:241010
شنبه 1 فروردين 1394
آمار بازدید:109
لولم یخوف الله الناس بجنة و نار لکان الواجب أن یطیعوه
روی الصدوق من كلامه علیه السلام المشهور قوله: «الصغائر من الذنوب طرق إلی الكبائر [1] و من لم یخف الله فی القلیل لم یخفه فی الكثیر [2] و لو لم یخوف الله الناس بجنة و نار لكان الواجب أن یطیعوه و لایعصوه؛ لتفضله علیهم و إحسانه إلیهم، و ما بدأهم به من إنعامه الذی ما استحقوه». [3] .
العقل السلیم قاض بوجوب شكر النعم، و دفع الضرر المحتمل و هذان الدلیلان العقلیان دلیل وجوب النظر فی دعوی النبوة العامة و الخاصة كما حرر فی محله [4] .
و دلیل علی طاعة الله عزوجل و اجتناب معصیته و إن العقل هو الرسول الباطنی و لم یعرف الرسول الظاهری إلا به، و لولاه لما عرف الله، و لما عبد كما جاء فی كاظمی: «یا هشام إن لله علی الناس حجتین: حجة ظاهرة، و حجة باطنة: فأما الظاهرة فالرسل و الأنبیاء و الأئمة - علیهم السلام - و أما الباطنة فالعقول». [5] و صادقی: «قلت له ما العقل؟ فقال: ما عبد به الرحمن و اكتسب به الجنان، قال قلت: فالذی كان فی معاویة؟ فقال: تلك النكراء! تلك الشیطنة و هی شبیهة العقل و لیست بالعقل». [6] .
قوله علیه السلام: «لكان الواجب أن یطیعوه» إرشاد إلی الوجوب العقلی بدلیل وجوب شكر المنعم، و شكره الإطاعة، و ترك التمرد علیه حیث قال علیه السلام «لتفضله علیهم و إحسانه إلیهم...»، و ما بنا من نعمة فهو منه جل جلاله قال تعالی «و ما بكم من نعمة فمن الله» [7] .
ثم العبادة المحققة للطاعة أنواع: عبادة شكر و حب و هی الغایة التی علیها أهل البیت علیهم السلام و الأحرار الكرام و عبادة خوف، و عبادة طلب و إلیك نبذة من
[ صفحه 402]
ذلك.
ففی صادقی: «العبادة [إن العباد (كا)] ثلاثة: قوم عبدوا الله عزوجل خوفا فتلك عبادة العبید، و قوم عبدوا الله تبارك و تعالی طلب الثواب فتلك عبادة الأجزاء، و قوم عبدوا الله عزوجل حبا له فتلك عبادة الأحرار». [8] و آخر: «فطبقة یعبدونه رغبة فی ثوابه فتلك عبادة الحرصاء و هو الطمع، و آخرون یعبدونه خوفا من النار فتلك عبادة العبید و هی رهبة، و لكنی أعبده حبا له عزوجل، فتلك عبادة الكرام هو الأمن لقوله عزوجل: «و هم من فزع یومئذ آمنون»، و لقوله عزوجل: «قل إن كنتم تحبون الله فاتبعو یحببكم الله و یغفرلكم ذنوبكم»، [9] و علوی: «... و إن قوما عبدوا الله شكرا فتلك عبادة الأحرار» [10] .
[ صفحه 403]
[1] حرف الصاد مع الغين من الحكم.
[2] حرف الميم مع النون من الحكم.
[3] عيون الأخبار 178:2.
[4] كأكثر الكتب الكلامية.
[5] أصول الكافي 16:1.
[6] أصول الكافي 11:1.
[7] النحل: 53.
[8] الوسائل 45:1، باب 9 من أبواب مقدمة العبادات / الحديث 1.
[9] الوسائل 46 - 45/1 النمل: 89، آل عمران: 31.
[10] المصدر: الحديثي
و هنا أرفع غاية ألا و هي الله عزوجل كما عزي إلي أميرالمؤمنين عليه السلام: «ما عبدتك خوفا من نارك، و لاطمعا في جنتك، لكن وجدتك أهلا للعبادة فعبدتك» البحار 186:70، مستمسك العروة الوثقي للسيد الحكيم 462:2، هامشه في غايات الوضوء نقل المعلق نبذة من مصادر الحديث كما أشير إلي بعض بحوثه.